قطر تفضح التتار..

21 نوفمبر 2022آخر تحديث : الإثنين 21 نوفمبر 2022 - 4:31 مساءً
farouk saad
الرأي الرياضي
قطر تفضح التتار..
كريم شكري

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع صعود قطر إلى بوديوم الريادة العالمية بافتتاح مونديالي خرافي، امتزج فيه البعد الرياضي بالمكون الثقافي و الفني و العقائدي..
فسيفساء حضاري جرى تصميمه ضمن قالب مبتكر، لعبت فيه تيكنولوجيا العرض البصري و الذكاء الاصطناعي دورا مبهرا في جعل هذه النسخة من مونديال الكرة، بمثابة پروڤة أسطورية بكل معايير الإبداع البشري..
لقد ارتضت هذه القطعة المجهرية من جغرافيا كوكب الأرض أن تجعل من استضافتها للمونديال، معتركا لانطلاق استراتيجية عملاقة في جعل الساحرة المستديرة حلقة أخرى من مسلسل القوة الناعمة الذي ارتسمت طلائعه مع بزوغ نجمها الإعلامي..
و لم تمر طبعا هذه النسخة القطرية دون أن تثير نقع هجمات شرسة من طرف قوى غربية، استفاقت فجأة على مرثية السجل الحقوقي لبلد سمح لنفسه بالتطاول على منافسة عالمية، ظلت مجالا محفوظا لعمالقة النظام الدولي و تراتبيته الإستعمارية المخزية..
فجأة صدحت حناجر صناع السياسة الدولية بخطب عصماء حول شبهة الفساد التي رافقت الإعلان عن الإمارة الخليجية بلدا منظما لمونديال 2022..
على حين غرة أشهر حراس معابد الكون إسفين الغضب في وجه بلد عربي إسلامي، لمجرد التفكير في تجاوز حجمه الجغرافي و ثقله الخرائطي للضفر بتأشيرة الانعطاف إلى نادي الكبار..
إنها عقدة التفوق و الانتساب إلى سلالات الأعراق الراقية التي جعلت من المسوغ الحقوقي هودجا لحصان العربدة على دويلة خرجت عن بيت طاعة الأقوياء، الأوصياء على مونديال الكرة..
لقد سبق للمفكر الأمريكي صامويل هينتينغتون أن توقع مثل هذا السيناريو في معرض كتابه الذائع الصين “صدام الحضارات و إعادة تشكيل النظام الدولي”، و هو المؤلف الذي حمل في تجاويفه أطروحة انتقال الصراع بعد الحرب الباردة من حلبة الاقتصاد و السياسة و الاحتكاك العسكري إلى محراب الثقافة و معترك الهوية..
حاصل القول، كيف لدولة كالدانمارك مثلا ألا تخجل من خوضها تمرينا ترافعيا حول حقوق الإنس و الجن، و هي تجر خلفها ماضيا استعماريا متعفنا، شاهدا على استباحة مقززة لتجارة الرقيق و استعباد خلق الله بالهند و الكاريبي و غرب إفريقيا..
دعوا سجية التاريخ الانساني تصدح بحقائق تلقي بكم في مزبلته، بدل التحرش ببلد يجرب حظه في الارتقاء و معانقة عنان السماء..
اعتذروا عن فظاعاتكم الإستعمارية و ترويعكم للبشرية..
بعدها لكل حادث حديث..

المصدرvarsport

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.