أمهلنا القدر الوجودي حتى التقطت أليافنا البصرية صورا لسلالة العرق النازي و امتداده الجرماني “النقي”، و هي تنجب لنا عينات آدمية تغلق أفواهها في ملاعب المونديال “تفاعلا” مع ضحايا حرية التعبير بإمارة قطر..
دولة تختزل سجلا عفنا من اجتياح أراضي الغير و اغتيال البشر و الشجر بخلفية عنصرية إمبيريالية تحيلنا على نظرية أدولف هتلر في “المجال الحيوي”، تمنح نفسها الحق في تدريس شعوب الأرض مادة الحقوق و الحريات..
أمة تحيا فوق قطعة جغرافية لا زالت تحتفظ في جوفها بدماء و أشلاء ضحايا النازية و قتلى الهولوكوست الجرماني..
إنهم الألمان الجرمان يا سادة حين تخذلهم ثقوب الذاكرة..
غريب أمر هذه المخلوقات التي حققت المعجزات في إعادة الإعمار الإيديولوجي و الحضاري دون أن تلتفت إلى سلوكها الانتقائي في إدانة مظالم بعض القوى العظمى في هذا الكوكب التي ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية..
استنطاق الذاكرة الإنسانية لن يكلفكم أيها الألمان سوى كبسة زر على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، لكنها عملية قد تكون مكلفة نفسيا و أخلاقيا لكل ظالم مستبد أو شاهد متكتم عن إدانة الهمج الحقيقيين الذين يقدمون لنا أنفسهم بمساحيق فلسفية لم تعد تنطلي على نزلاء هذا الكون..
يكفي الإحالة على ابتلاعكم ألسنة الحق و انتم تتابعون ببرودة دماء الأرذال، كل تلك الصور التليفيزيونية الخادشة للضمير الإنساني التي توثق لتشريد و ترويع و تقتيل أهالي فلسطين و مستضعفي الأقليات الدينية و العرقية..
اغلقوا أفواهكم كما هي عادتكم في محافل الإدانة الأممية..لكن لن تستطيعوا إرباك حركة التاريخ الماضية بخيلاء صوب إعادة الفرز الحضاري..
إسألوا مؤرخي مآسي و مطبات قطار البشرية، حتما ستجدون أجوبة صاعقة تغنيكم عن مهزلة إرباك الإيقاع الراقي للمونديال القطري..
إنها متلازمة “الغرب المتحضر الذي يربي الآخر الهمجي”..متلازمة ظلت تختمر منذ قرون من الفتوحات الجغرافية و رديفاتها التوسعية، إلى أن استقر بها المقام هذه المرة في قلب المونديال القطري باعتباره فرصة سانحة لتصريف عقد حضارية لكواسر ضارية..
“الأستاذ” الألماني و “التلميذ” القطري..

كريم شكري
المصدرvarsport